صندوق الأمير عبدالله بن مساعد- مليار ريال للاستثمار الرياضي الجديد

يعتزم الأمير عبدالله بن مساعد، رئيس مجلس إدارة مجموعة "يونايتد وورلد"، إنشاء كيان استثماري رياضي ضخم، حيث يسعى إلى جمع ما يقارب المليار ريال سعودي لتعزيز استثماراته في هذا المجال الحيوي، جاء ذلك خلال حوار شيق أثراه رئيس تحرير صحيفة "الاقتصادية" محمد البيشي، وذلك ضمن فعاليات الاستثمار الرياضي الذي أقيم يوم الاثنين.
صرح الأمير عبدالله بن مساعد قائلاً: "بعد إتمام عملية خروجي من الاستثمار في نادي شيفيلد يونايتد، أصبحت الآن في طور التفكير الجدي في تأسيس صندوق استثماري متخصص في المجال الرياضي. لقد باشرنا بالفعل في إجراء الدراسات اللازمة واتخاذ الإجراءات التمهيدية لجمع رأس المال المطلوب، والذي يتراوح بين 500 مليون ومليار ريال سعودي."
وتابع سموه قائلاً: "نحن نركز بشكل أساسي على الاستثمار في الأصول الموجودة في القارة الأوروبية. بالطبع، هذا الرقم يعتبر متواضعاً نسبياً إذا ما قورن بحجم الاستثمارات الهائلة في أمريكا الشمالية، حيث تشهد الأرقام هناك تضخماً غير مسبوق. أعتقد أنني سأخوض هذه التجربة مرة أخرى، ولكن هذه المرة سأعمل على تلافي بعض أوجه النقص والقصور التي واجهتنا في الماضي."
وأشاد الأمير، وهو أيضاً مالك مجموعة "يونايتد وورلد"، بالاستثمارات الخليجية في القارة الأوروبية، واصفاً إياها بأنها ناجحة للغاية، ومشيراً إلى أن صفقة بيع نادي "شيفيلد يونايتد" قد حققت أرباحاً طائلة للمجموعة، حيث تمكنت من مضاعفة حجم استثماراتها.
إلا أنه، وفي الوقت ذاته، نبه إلى أن الاستثمار في المجال الرياضي يحمل في طياته مخاطر جمة، وحذر قائلاً: "يعتقد البعض أن الاستثمار في الرياضة أمر سهل وميسور، وأن أي شخص يمكنه استيعابه، وهذا اعتقاد خاطئ تماماً."
وأردف قائلاً: "إذا ما تحدثنا عن كرة القدم على وجه الخصوص، فإن التكلفة الرئيسية تكمن في اللاعبين. فإذا عرفت كيف تتعامل مع ملف اللاعبين بشكل جيد، فإنك غالباً ما ستتمكن من تحقيق أرباح مجزية."
وأشار إلى إجراء "تعديل" في استراتيجية استثمارات المجموعة، وذلك من خلال التخارج من استثماراتها في كل من الهند والإمارات، والتركيز بدلاً من ذلك على الاستثمار عبر الصندوق المزمع إنشاؤه في أندية جديدة، وبطريقة مبتكرة ومختلفة.
وأوضح الأمير أن المجموعة سوف تساهم بنحو 20% من رأس مال هذا الصندوق، متوقعاً أن يتم استقطاب النسبة المتبقية، وهي 80%، من مستثمرين آخرين.
وفي معرض إشادته بالنتائج المذهلة التي حققتها المجموعة، أعرب عن اعتقاده بأنه كان بالإمكان تحقيق نتائج أفضل لولا بعض العوامل الخارجة عن الإرادة، وعلى رأسها جائحة كوفيد-19 التي أثرت بشكل كبير على مختلف القطاعات.
وشدد الأمير عبدالله بن مساعد على أن الاستثمار في القطاع الرياضي يعود بمنافع جمة على الدولة، مشيراً إلى أن من بين هذه المنافع تشجيع حركة السياحة، والترويج للمشاريع السعودية العملاقة، بالإضافة إلى رفع القيمة السوقية للأندية، مما يمكنها من تحقيق إيرادات أكبر في المستقبل.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الحكومة السعودية "لم تكن في أي وقت مضى أكثر اهتماماً بالرياضة من الوقت الراهن. هذه حقيقة جلية وواضحة للعيان."